إلقاء القبض على شبكة للنصب بمكناس مكونة من أبٍ و أبنائه

وأفادت مصادر عليمة أن الأب امتهن حرفة النبي نوح، ليس لصنع الأثاث الخشبي، ولكن للإيقاع بكل من توجه إلى محله والزج به في متاهات الانتظار والتسويف، لإجباره في الأخير على التخلي عن المبالغ المالية التي قدمها تسبيقا عن خدمات لم تنجز ولن تنجز أبدا.

وتقاطرت شكايات على مصالح الأمن بمكناس، تحمل أسماء الأشخاص أنفسهم أو عنوان محل النجارة ذاته، الذي يدعي صاحبه أنه فنان، يتقن أنواع الزخارف التقليدية، ويغري الزبناء بالأثمان والأسعار التي يقدمها طعما للإيقاع بالضحايا.

ورفع الشكايات حسب مصادر «الصباح» أزيد من عشرين ضحية، بعضهم من أفراد الجالية المغربية بالخارج، أعياهم الانتظار ولم يتمكنوا من تحقيق مبتغاهم والحصول على ما طلبوه من أثاث خشبي، رغم تقديمهم مبالغ مالية متفاوتة، للمعني بالأمر وأبنائه. كما أكدت المصادر نفسها أن هناك ضحايا آخرين لم يقووا على سبر المساطر الأمنية، وفضلوا الانسحاب بهدوء، والاستفادة من درس النصب الذي تعرضوا له على يد النجار وأبنائه الثلاثة.

وأوضحت المصادر نفسها أن المتهمين الأربعة يتناوبون فيما بينهم على تسيير المحل، وهدفهم من ذلك، أن كل من جمع منهم تسبيقات لإنجار طلبيات، يختفي عن الأنظار ويحل محله آخر، يكون دوره جمع تسبيقات جديدة، والتسويف على المطالبين بحقوقهم ومطالبتهم بانتظار حضور الذي اتفقوا معه، وهو ما يضيع وقتا كبيرا ويدخل الضحايا في متاهات عدة، تدفعهم إلى التخلي عن الطلب، سيما أن الضحايا من أفراد الجالية تكون مدة إقامتهم قصيرة، الشيء الذي يستغله الأظناء لعلمهم بعدم قدرتهم على مسايرة إيقاع الانتظار والتسويف.

واستغل الأظناء الوضع ليزيدوا من عدد ضحاياهم، قبل أن يلجأ بعضهم إلى وضع شكايات ظلت متفرقة لدى مصالح الأمن، إلى أن جمعت وبوشرت إثرها إجراءات بعد أوامر من النيابة العامة، انتهت بالتدخل الأمني لصباح أمس الأربعاء وإيقاف الأب وابنه، وتحرير مذكرة بحث عن الابنين الآخرين لضلوعهما في عمليات النصب ذاتها.

وينتظر أن تتواصل الأبحاث عن المتهمين الآخرين، فيما يجري الاستماع إلى الموقوفين الموضوعين رهن تدبير الحراسة النظرية، قبل تقديمهما أمام النيابة العامة لمحاكمتهما من أجل المنسوب إليهما.